مقديشو، الصومال، 19 نوفمبر 2024 – نجحت نقابة الصحفيين الصوماليين في تدريب 12 صحفية من منطقتي بونتلاند وجنوب الصومال – خاتومو، بهدف تعزيز قدرتهن على إعداد التقارير الإعلامية الفعالة والدعوة لحقوق الإنسان في لاسعانود.
جمع التدريب، الذي استمر يومين وعُقد يومي 10 و11 نوفمبر/تشرين الثاني في مدينة لاسعانود، العاصمة الإدارية لمقاطعة خاتومو، مشاركين من مختلف المدن والبلدات في المنطقتين.
قررت نقابة الصحفيين الصوماليين تنظيم التدريب في لاسعانود استجابةً لطلب الصحفيين المحليين، خصوصاً في ظل تعافي المنطقة من الصراع المميت الذي اندلع العام الماضي بين قوات خاتومو وصوماليلاند، وأسفر عن سقوط ضحايا مدنيين ونزوح جماعي.
رحب عبد الرحمن يوسف عبدي، المدير العام لوزارة الإعلام في ولاية خاتومو، بفريق نقابة الصحفيين الصوماليين لدى وصولهم إلى مدينة لاسعانود. وشارك في الجلسة الافتتاحية للتدريب، كما تولى تقديم الشهادات للمشاركين في ختام البرنامج التدريبي.
وقال عبد الرحمن يوسف عبدي: “نرحب بنقابة الصحفيين الصوماليين كأول منظمة تأتي إلى منطقتنا لبناء قدرات الصحفيات. نساؤنا بحاجة ماسة إلى التدريب والدعم وفرص التطوير.ومن بين المشاركات، صحفيات من وسائل الإعلام الحكومية لم يتلقين من قبل مثل هذا التدريب على تغطية حقوق الإنسان”.
أعرب مختار عبدي جامع، زعيم منظمة صحفيي خاتومو، عن امتنانه لنقابة الصحفيين الصوماليين على مبادرتها للوصول إلى المناطق النائية مثل سول، حيث تتردد العديد من المنظمات في العمل.
وقال مختار عبدي جامع: “أشكر قيادة نقابة الصحفيين الصوماليين على الاستجابة لطلبنا وتوفير هذا التدريب للصحفيات المحليات. يواجه الصحفيون في هذه المنطقة العديد من التحديات، بما في ذلك المخاطر الأمنية ونقص فرص بناء القدرات، حيث أن العديد من المنظمات غير راغبة في القدوم إلى هنا. نتطلع إلى مواصلة تعاوننا مع نقابة الصحفيين الصوماليين في تعزيز حرية الإعلام وتطوير مهارات الصحفيين في الصومال”.
شهادات من المشاركين في التدريب الصحفي
أبرزت نجمة آدم، صحفية مستقلة قطعت مسافة 240 كيلومترًا برًا من مدينة غاروي لحضور التدريب، كيف زودها البرنامج بمهارات جديدة.
وقالت نجمة: “بصفتي امرأة وصحفية مستقلة، لا أملك الموارد الكافية، لذلك تقدمت بطلب للمشاركة في هذا التدريب وكنت محظوظة بقبولي. اليوم أعود إلى منطقتي مجهزة بمهارات جديدة في تحرير محتوى الفيديو والصوت، بالإضافة إلى إعداد تقارير ناجحة. قدّم لنا مدربو نقابة الصحفيين الصوماليين أدوات برمجية سهلة الاستخدام مخصصة للصحفيين المستقلين، مما ساعدني على جمع القصص بشكل أفضل وإعداد تقارير عن قضايا حقوق الإنسان في منطقتي”.
وعلى نحو مماثل، أكدت راحة محمد عبدي، التي سافرت من مدينة بوهودلي، أهمية الكشف عن القصص التي لم تحظَ بالتغطية الإعلامية الكافية.
وقالت راحة: “إن أحد أهم الدروس التي تعلمتها هو كيفية التحقيق بعمق وتسليط الضوء على قضايا حقوق الإنسان التي تؤثر على المجتمعات الضعيفة والتي لا صوت لها – القصص التي غالبًا ما تتجاهلها وسائل الإعلام السائدة. أرى دوري ليس فقط كمراسلة، بل أيضًا كمدافعة عن هذه القضايا”.
يأتي هذا التدريب في إطار مشروع ممول من صندوق كندا للمبادرات المحلية، الذي يهدف إلى تعزيز قدرة الصحفيات على إعداد تقارير إعلامية فعّالة والدعوة لحقوق الإنسان.
تركز المبادرة، التي أُطلقت في عام 2021، على تزويد الصحفيات بالمهارات اللازمة لتوثيق القضايا التي تؤثر على المجتمعات المهمشة والإبلاغ عنها، . يهدف برنامج هذا العام إلى تدريب 20 صحفية أخرى لتحسين توثيق حقوق الإنسان، وزيادة الوعي العام، وتعزيز المساواة بين الجنسين.
وأشاد الأمين العام لنقابة الصحفيين الصوماليين، عبد الله مؤمن، بالمشاركين والسلطات المحلية على تعاونهم أثناء التدريب.
وقال السيد مؤمن: “أشكر المشاركين وسلطات لاسعانود على تعاونهم. وخلال زيارة فريقنا، شهدنا عواقب الصراع الأخير الذي دمرلاسعانود، مما أدى إلى نزوح الآلاف من المدنيين. وكان توقيت هذا التدريب حول إعداد تقارير حقوق الإنسان للصحفيات المحليات بالغ الأهمية، حيث أتاح لهن الأدوات اللازمة لتوثيق وتغطية القصص المتعلقة بحقوق الإنسان بعناية”.
وأضاف السيد مؤمن: “نحن فخورون بتدريب 12 صحفية من بونتلاند وخاتومو، مما مكنهن من الدفاع عن حقوق الإنسان من خلال تقاريرهن. ويؤكد هذا الإنجاز التزامنا بتمكين الصحفيات في الصومال، اللواتي يواجهن تحديات محددة”.